كلمة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 9]، ويقول عزَّ من قائل: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [الزمر: 23].

أما بعد، فإيمانًا بعظمة القرآن الكريم، كلام الله تعالى المُعجز المنزّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، المتعبَّد بتلاوته، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وضرورة تشجيع الناشئة والعامة على حفظه وحسن تلاوته وفهم المقاصد والمعاني من خلال دراسة التفسير واللغة العربية، وحث طلبة العلم على الاستزادة من علومه الشريفة، لاسيما علم القراءات الذي يعنى بالكيفية الصحيحة بالقراءة المسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه المرسوم رقم (33) لسنة 2015م بإنشاء معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم؛ وذلك بتاريخ 18 رجب 1436هـ الموافق 7 مايو 2015م، وأُلحق بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

ويعكس هذا المرسوم الملكي السامي اهتمام مملكة البحرين بالقرآن الكريم وما يرتبط به من علوم وأنشطة ومجالات، ويعد تتويجًا للجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في خدمة كتاب الله العزيز، والعناية بحفاظه وقرائه، وتشجيع الناشئة والعامة على حفظه وحسن تلاوته، وحث الطلبة على الاستزادة من علومه الشريفة، بحيث يكون المعهد رافدًا مهمًّا من الروافد القرآنية لمجمل النشاط القرآني، بما ينعكس إيجابًا على المعلمين والقراء والحفاظ والدارسين، ويتيح لهم مجال الاستزادة الدراسية في علوم القرآن الكريم وما يرتبط به وفق مناهج تربوية وأكاديمية متقدمة، ومعرفة الكيفية الصحيحة بالقراءة المسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويفتح المجال لنيل الشهادات المعتمدة.

ويهدف المعهد إلى خدمة كتاب الله تعالى وعلومه الشريفة، وتدريس علم القراءات القرآنية وفق المنهج العلمي الصحيح، ورفع كفاءة المراكز والحلقات القرآنية، وتأهيل العاملين فيها وتدريبهم علميًّا وتربويًّا، وتقديم دورات متخصصة في مجال القرآن الكريم، بحيث يكون معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم منطلقًا لتطوير النشاط والبرامج القرآنية، وبما يثري المكتبة الوطنية والإسلامية بالدراسات القرآنية، انطلاقًا من الإيمان بأن القرآن الكريم هو روح الأمة وقلبها النابض، ولا بد من تعزيز الصلة به لتحقيق حياة سليمة للأمة بعيدًا عن الأمراض الدخيلة على جسمها.

فنسأل الله تعالى أن يبارك في هذا المعهد والقائمين عليه والعاملين فيه، وأن يكتب الفائدة للطلاب والطالبات الدارسين، وأن يكون له أثر إيجابي واضح في تطوير عمل المراكز والحلقات القرآنية خصوصًا، وتطوير وازدهار العمل القرآني عمومًا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

البحث
أبحث في موقع معهد القراءات