أكد خالد بن عبدالله الشوملي الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية رئيس مجلس إدارة معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم في حوار مع «الأيام» ان المرسوم الملكي بانشاء معهد القراءات يعكس حرص البحرين واهتمامها بالقرآن الكريم، ومشددا ان المعهد سيكون رافدا من الروافد القرآنية لمجمل النشاط القرآني.
واعلن الشوملي ان العمل جار بالمعهد وان عملية تشغيله ستكون على مراحل متعددة ولن تنطلق برامجه دفعة واحدة، ومعربا عن أمله بان يتم تشغيل المعهد مع العام الدراسي الجديد.
وكشف عن ان اولوية التعيين بالمعهد للبحرينيين بوظائف التدريس على ان يكونوا من ذوي الكفاءة العلمية والخبرة الكافية وثمن الشوملي قرار وزير التربية والتعليم بتخصيص بعثات دراسية للطلاب الحافظين للقرآن الكريم كاملا واعتبره تحفيزا وتكريما مشكورا وبين ان اطلاق المجلس لمشروع رفع الكفاءة العلمية لمعلمي ومعلمات القرآن الكريم من اهم ثمار التعاون مع وزارة التربية واكد ان ادارة المعهد تعمل على ان يكون المعهد منطلقا جديدا للمتسابقين المرشحين لتمثيل البحرين في مسابقات القرآن الكريم.
وقد التقت «الأام» خالد الشوملي الامين العام للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية رئيس مجلس ادارة معهد القراءات واعداد معلمي القرآن الكريم بمكتبه، وتطرق الحوار الى عدد من القضايا الهامة التي تتمحور حول المعهد وما يتعلق به.. واليكم نص الحوار..
في مستهل الحوار. بعد صدور مرسوم ملكي بإنشاء معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم. ما هو منظوركم لذلك؟ وما هي انعكاساته ونتائجه المتوقعة على معلمي القرآن الكريم والحافظين والحافظات للكتاب الكريم؟
- في البداية، نعرب لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه عن خالص الشكر والامتنان على تفضُّل جلالته بإصدار المرسوم الملكي السامي رقم (33) لسنة 2015 بشأن إنشاء معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم، كما نؤكد اعتزازنا البالغ بالثقة الغالية التي شرفنا بها جلالته بإلحاق المعهد بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية..
وتابع: لا شك في أنَّ صدور هذا المرسوم الملكي السامي يعكس بوضوح حرص مملكة البحرين واهتمامها بالقرآن الكريم وما يرتبط به من علوم وأنشطة ومجالات، والشواهد كثيرة من الواقع، ولعلَّ أبرزها طباعة مصحف البحرين، وإطلاق قناة البحرين الفضائية للقرآن الكريم، وإقامة مسابقة البحرين الكبرى السنوية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، ومسابقة القارئ العالمي الرائدة، بالإضافة إلى العناية بمراكز التحفيظ والحلقات القرآنية المنتشرة في ربوع البلاد، والمؤتمرات والفعاليات والأنشطة القرآنية الأخرى التي أقامتها مملكة البحرين أو استضافتها. ونرى أنَّ إنشاء هذا المعهد يأتي انطلاقًا من إيمان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بضرورة تشجيع الناشئة والعامة على حفظ القرآن الكريم وحسن تلاوته وحث الطلبة على الاستزادة من علومه الشريفة، فسيكون المعهد إن شاء الله رافدًا مهمًّا من الروافد القرآنية لمجمل النشاط القرآني، وبالتأكيد سينعكس إيجابًا على المعلمين والقراء والحفاظ والدارسين؛ إذ سيتيح لهم مجال الاستزادة الدراسية في علوم القرآن الكريم وما يرتبط به، ومعرفة الكيفية الصحيحة بالقراءة المسندة إلى رسول الله (ص)، كما يفتح المجال لنيل الشهادات المعتمدة.
متى يتم البدء في تفعيل مرسوم إنشاء المعهد؟ وما نوع الدراسات التي سيقدمها؟
- بدأ العمل على تفعيل المرسوم، والعمل جارٍ بشكل مستمر لتشغيل المعهد، ولكن لا بد من الانتهاء من جميع الإعدادات الأولية المالية والإدارية والفنية والأكاديمية، بالإضافة إلى الهياكل التنظيمية، وقد قدَّمنا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جلسته الماضية عرضًا مفصلاً بشأن الترتيبات والخطط الإدارية والفنية لتشغيل المعهد.
وسيكون تشغيل المعهد على مراحل متعددة يتم فيها دراسة التجربة وتقييمها ومواءمتها مع الطموح. وستنطلق أولى المراحل إنْ شاء الله فور الانتهاء من كافة الجوانب التنظيمية والمالية والإدارية.
وتابع: وبخصوص الدراسات التي سيقدمها المعهد فقد أشار المرسوم إليها على نـحو الإجمال، وهي تدريس علم القراءات القرآنية وفق المنهج العلمي الصحيح، وتأهيل وتدريب المعلمين والعاملين في المراكز والحلقات القرآنية من النواحي العلمية والتربوية والفنية، وتقديم دورات متخصصة في مجال القرآن الكريم وعلومه. وأما المناهج والمقررات والبرامج على النحو التفصيلي فهي من اختصاصات المجلس العلمي للمعهد، وتُعتمد من مجلس إدارته.
هل تتوقعون أن يبدأ تشغيل المعهد في العام الدراسي المقبل (2015-2016)؟ وما هي توقعاتكم لعدد الدارسين مع بداية عمل المعهد؟
- نأمل ذلك، ونسعى إليه، ونسأل الله أنْ يوفقنا لتشغيله في أسرع وقت ممكن، فالمراحل التشغيلية مترابطة وتكاملية، ولكننا متفائلون بمشيئة الله، وبجهود مجلس الإدارة والفريق الذي يعمل معه جزاهم الله خيرًا. أما عدد الدارسين فلا يمكن التنبؤ به، خصوصًا أنَّ التشغيل سيكون على مراحل ولن تنطلق برامج المعهد كلها دفعة واحدة. والأهم من الكم هو النوع الذي يخدمه المعهد، فهو يستهدف حفاظ القرآن الكريم، ومعلميه، والمشرفين والموجهين والعاملين في المراكز والحلقات القرآنية، ومعدي المتسابقين المرشَّحين لتمثيل المملكة في المسابقات الدولية، والراغبين في الاستزادة من علوم القرآن الكريم والمهتمين بدراساته.
هل سيتم التعاقد مع معلمي القراءات من خارج البحرين؟
- أولاً، لا بد من الإشارة إلى أنَّ وضع التصورات الإدارية والفنية هو من اختصاصات مجلس الإدارة والمجلس العلمي الخاصين بالمعهد والمرسوم نصَّ في مادته رقم (23) على أنَّ عملية التدريس يتولاها علماء ومشايخ وأساتذة من ذوي الكفاءة العلمية العالية والخبرة الكافية. وبالتأكيد أننا سنراعي تنجيز هذه المادة، بل إننا مسؤولون عن الالتزام بما ورد في المرسوم، وفيما يتعلق بعملية التعاقد مع معلمين من الخارج، فإننا نؤكد أنَّ الأولوية ستكون للبحرينيين الذين تتوافر فيهم الشروط اللازمة.
قررت وزارة التربية والتعليم تخصيص بعثات دراسية للطلاب الحافظين للقرآن الكريم كاملاً ضمن البعثات المخصصة للموهوبين من خريجي المرحلة الثانوية في مختلف التخصصات. كيف ترون هذا القرار؟ وما طبيعة العلاقة والتعاون بين المجلس الأعلى ووزارة التربية فيما يتعلق بالقرآن الكريم؟
- نحن نثمن مثل هذه الخطوات ونشجع عليها بكل تأكيد، فهي تعتبر تكريمًا مشكورًا لحافظي القرآن الكريم، أما بخصوص التعاون بين المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ووزارة التربية والتعليم فهو تعاون بنَّاء، ومن أهم ثمار ذلك التعاون مبادرة قام بها المجلس الأعلى بإطلاق مشروع لرفع الكفاءة العلمية لمعلمي ومعلمات وزارة التربية والتعليم في تدريس القرآن الكريم، بالتعاون مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف. ومن شواهد التعاون في هذا المجال أيضًا المشاركة الفاعلة لطلبة مدارس المملكة في مسابقة البحرين الكبرى السنوية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره.
في منظوركم ما هي انعكاسات إنشاء معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم على المشاركين في مسابقات القرآن الكريم المحلية والدولية؟
-لا شك أنَّ فتح باب الدراسات الأكاديمية في علوم القرآن الكريم سيكون له آثار إيجابية على مستوى المتسابقين البحرينيين؛ إذ إنَّه يفتح المجال أمامهم للاستزادة من علوم القرآن، ودراسة علوم جديدة، ووفق مناهج تربوية وأكاديمية متقدمة.
والعملية التعليمية والثقافية هي تكاملية في حقيقتها، ونـحن نتطلع فعلاً لأنْ يكون المعهد منطلقًا جديدًا نـحو أفق أوسع وأرحب، فهو يغذي جميع المجالات التي فيها القرآن الكريم، مما يزيد في المخرجات عمومًا، وكما أشرنا في إجابة سابقة إلى أنَّ من ضمن الفئات المستهدفة من قبل المعهد معدِّي المتسابقين المرشحين لتمثيل المملكة في مسابقات القرآن الكريم الدولية. فالأثر والتأثير سيكون ملحوظًا بتوفيق الله، سواء على النحو المباشر أم غير المباشر.
أخيراً.. ما هو تصوركم المستقبلي لهذا المعهد؟
- نأمل أنْ يكون معهدًا متقدمًا في مجاله، وأنْ يحقق الأهداف المرجوة من إنشائه، وأنْ يستقطب الطلاب والدارسين من مملكة البحرين وخارجها، ونريد في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أنْ يكون معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم منطلقًا لتطوير النشاط والبرامج القرآنية، كما نريد له أنْ يثري المكتبة الوطنية والإسلامية بالدراسات القرآنية، فالقرآن الكريم هو روح الأمة وقلبها النابض، ولا بد من تعزيز الصلة به إذا أردنا للأمة حياة سليمة بعيدًا عن الأمراض الدخيلة على جسمها.